الفيتامينات وجهاز المناعة

July 3, 2022

العلاقة بين الفيتامينات وجهاز المناعة

عند الإصابة بالإنفلونزا نتناول فيتامينات معينة مثل فيتامين C، والفواكه الحمضية، وغيرها من الأطعمة الصحية مثل العسل والمشروبات الساخنة؛ لمقاومة المرض، وهذا يوضّح أهمية الارتباط بين جهاز المناعة والفيتامينات والمعادن؛ إذ أنّ جهاز المناعة نظام معقّد يتأثّر بتوازن العديد من العوامل المؤثرة به وأولها الفيتامينات التي تقوي خلايا جهاز المناعة وتغذيها، إلى جانب عوامل صحية أخرى مثل النوم الكافي، وممارسة الرياضة، وتناول الطعام الصحي.

تدعم هذه العوامل جهاز المناعة للعمل بفعالية أكثر، وتهيئة الجسم للتصدي ومحاربة مختلف الأمراض والعدوى الناتجة عن الفيروسات والبكتيريا والميكروبات الخارجية.

ما هو جهاز المناعة

يُعرّف جهاز المناعة أيها القرّاء الأعزاء، بأنه نظام الدفاع الخاص في جسم الإنسان، والمسؤول عن التصدّي للميكروبات والفيروسات والبكتيريا والطفيليات الضارة، وغيرها من مسببات المرض، وذلك من خلال تعرّفه عليها بمجرّد اقترابها من الجسم، واتخاذ الإجراءات الفورية لمحاربتها وحماية الجسم.

يمتلك الإنسان نوعان من المناعة، وهي المناعة الفطرية، والمناعة القابلة للتكيّف، ويُعرّف كلاهما كالآتي.

المناعة الفطرية

تعد خط الدفاع الأول في جسم الإنسان ضد مسببات الأمراض الساعية لدخول أجسامنا، وتتحقّق غاياتها من خلال الاستعانة ببعض العوامل التي تُسمى “بالحواجز الوقائية” وهي كالآتي.

الجلد الذي يمنع دخول غالبية مسببات الأمراض.

حمض المعدة الذي يقضي على العديد من مسببات الأمراض.

المخاط الذي يحبس بعض مسببات الأمراض.

إنزيمات معينة في العرَق والدموع تحفّز تكوين مركبات مضادة للبكتيريا.

خلايا الجهاز المناعي التي تهاجم كافة الخلايا الغريبة التي تدخل الجسم.

المناعة القابلة للتكيّف

تُسمى المناعة التكيفية أو المكتسبة، وهي نظام يتعلّم التعرّف على العامل المسبّب للمرض، ويُنظّم هذا العمل من خلال بعض الخلايا والأعضاء في أجسامنا مثل الغدد الليمفاوية والطحال؛ إذ أنّ هذه الأعضاء تكوّن مضادات حيوية تحارب الأجسام الغريبة عند دخولها للجسم، وبالتالي يمكّن جهاز المناعة من تذكّر هذه الأجسام الغريبة لاحقًا، والتعرّف عليها لمحاربتها.

أهم الفيتامينات لتقوية جهاز المناعة

تظهر أهمية الفيتامينات والمعادن في كافة وظائف الجسم من خلال تغذيتها وبناء الخلايا وتجديدها عِوَضًا عن التالف منها، إلّا أن هناك بعض الفيتامينات التي تعد عاملًا رئيسيًا في تقوية جهاز المناعة ودعمه؛ لمواجهة الميكروبات والفيروسات المسببة للمرض في جسم الإنسان.

يعلم الجميع بعض الفيتامينات السائدة لتقوية المناعة مثل فيتامين سي وفيتامين د، إلّا أنّني من خلال بعض الأبحاث، وجدت أن هناك فيتامينات أخرى لا تقل أهمية في دعم جهاز المناعة، بالرغم من عدم ذكرها كثيرًا؛ لذا أردت مشاركتكم بهذه الفيتامينات وتوضيح مدى أهميتها على جهاز المناعة من خلال الآتي.

الزنك

يعد الزنك من أهم الفيتامينات لنمو وتعزيز قوة الخلايا في المناعة الفطرية التي حدثتكم عنها سابقًا، بالإضافة إلى تعزيزه قوة الخلايا الدفاعية لمسببات المرض، ويعمل مضاد ضد الالتهابات، بالإضافة إلى تأكيد الأبحاث في جامعة هارفرد أنّ نقص الزنك يؤثّر على صحة خلايا البلعمة وبالتالي التسبّب بالمرض.

السيلينيوم

يعد السيلينيوم أحد مضادات الأكسدة المهمة لتقوية جهاز المناعة؛ إذ أنه يقلّل الالتهاب، وزيادة مستواه في الدم يحسّن الاستجابة المناعية، وبالتالي فإن نقص السيلينيوم يؤثّر على صحة الخلايا المناعية، ويقلّل من استجابتها ضد الأمراض.

الحديد

يعزّز الحديد التطوّر الطبيعي والصحي لجهاز المناعة من خلال زيادة تكاثر الخلايا المناعية، خاصةً اللمفاوية، كما يسبّب تكوّن بعض البكتيريا والطفيليات المفيدة؛ لدعم الاستجابة المناعية.

النحاس

تظهر الدراسات أن النحاس يرتبط بجهاز المناعة؛ إذ أنه يدعم الخلايا فيه وبالتالي يُحسّن الاستجابة المناعية ضد مسببات الأمراض

فوليك أسيد

يؤثّر الفوليك أسيد مباشرةً بالخلايا اللمفاوية التي تعد إحدى العوامل الدفاعية في جهاز المناعة، وبالتالي فإن نقص الفوليك أسيد يؤثّر على الغدد الليمفاوية ويُحدث تغييرات في جهاز المناعة تُخفّض مقاومته ضد العدوى والأمراض.

فيتامين أ

يعزّز فيتامين أ قوة الحواجز المخاطية في كلًا من العينين والأمعاء والرئتين والأعضاء التناسلية، كما أنه عامل مهم في إنتاج خلايا الدم البيضاء التي تلتقط البكتيريا ومسببات الأمراض الأخرى المؤدية للمرض، وبالتالي فإن نقص فيتامين أ يزيد احتمالية الإصابة بالأمراض.

فيتامين B6

يعد فيتامين B6 مسؤولًا عن حماية جهاز المناعة من خلال تكوين خلايا الدم الحمراء، ونقل الأكسجين إلى كافة أنحاء الجسم، لذا فإنّ نقص فيتامين B6 يسبّب تغيّرات في جهاز المناعة، وبالتالي يخفّض الاستجابة المناعية.

فيتامين سي

يُقوّي فيتامين سي عدّة جوانب في جهاز المناعة، إذ أنه يحفّز إنتاج خلايا الدم البيضاء التي تحمي الجسم من العدوى، كما أنه يحمي خلايا الدم البيضاء من التلف، ويعد فيتامين سي الجزء الدفاعي الأساسي في حماية البشرة والجلد.

فيتامين د

ينشّط فيتامين د بعض الخلايا المساعدة على تنشيط العدوى، كما ينظّم العديد من التفاعلات المناعية التي تُعزّز استجابة جهاز المناعة ضد مسببات المرض.

مصادر الفيتامينات لتقوية جهاز المناعة

تعود مصادر الفيتامينات إلى تناول الطعام الصحي المتنوّع بين البروتينات والخضار والفواكه، وبين تناول المكملات الغذائية المحتوية على نسب مركّزة من كل فيتامين حلى حِدا، أو من خلال تركيبة تجمع بينهم.

يحتاج تقوية جهاز المناعة إلى اعتماد العديد من الممارسات خلال حياتنا اليومية، ونود التنويه إلى أنّ تناول المكملات الغذائية والطعام الصحي ليس إلّا جانب من جوانب تقوية جهاز المناعة؛ ومن خلال التعرّف على جهاز المناعة كما ذكرته لكم خلال هذا المقال، علينا الانتباه إلى كافة الممارسات الخاطئة والابتعاد عنها، والالتزام بكل ما هو صحي، لأن الصحة هي أغلى ما نملك.

عائلة ديرمازون تتمنى لكم دوام الصحة والعافية