لعقود طويلة من الزمن، رمز الشعر إلى التمييز بين الجنسين وإلى تشكيل الشخصية والهوية، فعادةً ما كان يرتبط الشعر الطويل والتسريحات المميزة بالأنثى والشعر القصير وتصفيف الشعر بتساريح بسيطة بالرجل، والأهم من كل ذلك أن الشعر كان يشعرنا بالرضا عن أنفسنا ويعزز الثقة بالنفس ويؤكدها حتى قال الكثيرون أنه إكليل المجد الذي يمثل الشباب.
وعادة ما كان يرتبط الشعر بالقوة الجسدية والرجولة، إذ كان يقال أن فضائل الإنسان والكثير من ميزاته تتركز في شعره، كما أنه رمز للفطرة والجاذبية الجسدية.
يخطر في بال المعظم عند التفكير في تساقط الشعر أنه غالبًا ما يصيب الرجال، ولايدركون أن هناك الملايين من النساء ممن يعانين من تساقط الشعر، بل والصلع كذلك، ولنا أن نتخيل مدى التأثير النفسي الذي يخلفه الصلع وفقدان الشعر على نفسية كل من الرجل والمرأة في محاولة لعدم إظهاره أو حتى قد يصل الأمر بتجنب الاختلاط أو الظهور العام.
كيف يبدو تساقط الشعر في العشرينيات من العمر؟
نقلًا عن لورا زينجر وهي شابة في ال 26 من العمر، عن تجربتها المريرة في تساقط الشعر وتحديها لما حولها من ظروف، تخبر أن جدها كان أول من لاحظ وجود بقع من الصلع في رأسها أثناء لعبها، وأدرك أنها مصابة بالثعلبة وهي مرض مناعة ذاتية، يتسم بظهور بقع الصلع في الرأس والرموش والحواجب وجميع أنحاء الجسم.
بالفعل شخصت إصابة لورا بمرض الثعلبة البقعية، وإن انتباه جدها للبقعة الأولى في رأسها وهي في عمر التاسعة لم يأت من فراغ، فهو من أورثها جين الثعلبة الذي شخص به كذلك وهو في سن الأربعين، إذ تقول “لا أستطيع أن أتذكر أنه كان لديه خصلة شعر واحدة في أي مكان على جسده”، في تلك المرحلة العمرية عانت لورا من بقع الصلع في فروة الرأس وباستخدام بعض الكريمات الستيرويدية، اختفت تلك البقه مدة 17 عام، لتعاود الظهور في عمر 26 عام.
لم يكن الأمر يسبب القلق في البداية فما أن ظهرت هذه البقع حتى فكرت لورا بمعالجتها مثل السابق باستخدام الكريمات الستيرويدية، إلَا أن الصادم أن البقع لم تختفي بل أصبحت تتضاعف وتزيد مساحتها بحيث أصبح من الصعب تغطيتها أو إخفائها، وتحول شعرها في غضون 6 أشهر من شعر صحي وكثيف إلى شعر أصلع تمامًا.
تساقط الشعر لم يكن المشكلة الوحيدة التي كانت تعاني منها لورا، بل ما خلفه من أثر نفسي ووساوس وقلق، فقد كان فقدان شعرها يجعلها تفكر دائمًا بإصابتها بمرض خطير، وبمراجعة الأطباء أخبروها أن داء الثعلبة لديها قد تطور من بقعي ليغطي الرأس بالكامل، مما يعني أن بقع الصلع التي تعاني منها أصبحت تغطي رأسها بالكامل. وكان ما تفكر فيه في ذلك الوقت أنها فقدت شعرها للأبد: “منذ أن عاش جدي أكثر من نصف حياته بدون شعر، اعتقدت أنني سأظل صلعاء لبقية حياتي”.
كيف تؤثر نظرات الآخرين على الثقة بالنفس؟
“عندما تشعر أن الناس خائفين منك، أو حتى يشعرون بالقلق عليك فإن ذلك يخيفك!!”
كان خيار العلاج بحقن الستيرويد المؤلمة في الرأس بانتظام، أمرً مستبعدًا عند لورا، ولذا قررت تقبل الصلع، إلا أن ذلك أشعرها بالحزن العميق، والأذى النفسي الكبير فنظرات من حولنا من الناس وردات أفعالهم تجعلنا نشعر بالقلق، وتجعلنا نفكر ما هي المشكلة بنا؟
لذلك بعد أن فقدت لورا معظم شعرها، وبرغم تقبلها للصلع بدأت في ارتداء الباروكات، وخاضت التجارب العديدة في اختيار أنواعها من الشعر الطبيعي، الثقيل وباهظ الثمن، إلى باروكات الشعر الصناعي متعددة الألوان، والتي يمكن شراء مجموعات منها، وفي التنوع بالألوان يوم بعد يوم كان أكثر ما لفت انتباه لورا هو تغير تعامل من حولها معها وفقًا للون شعرها!
في نهاية الأمر تقول لورا، ” أنا سعيدة حقًا لأنني مصابة بالثعلبة. بالطبع لدي الآن شعري بالكامل (باستثناء حاجب واحد لن ينمو مرة أخرى)، ومع ذلك فسأظل ممتنة لهذا الامر إذ جعلني شخصًا أكثر اهتمامًا بصحتي بدأت ممارسة اليوجا بانتظام للمساعدة في التخلص من التوتر، وجعلني أتناول طعامًا أفضل وجعلني أغير نوع العمل ليكون أقل إرهاقًا من السابق”.
ما توصلت له لورا هو أهمية التغذية الصحية، والحصول على الفيتامينات اللازمة، والبعد عن التوتر والقلق لوقف، وتوصي جميع النساء بالبحث عن أسباب مشاكل التساقط والسعي لحلها، وإن كانت هذه المشاكل جينية ويصعب حلها.
هناك دائمًا ما يمكنك فعله لوقف تساقط الشعر، للحفاظ عليه، وبالتالي الحفاظ على الثقة بالنفس، الكثير من المشاكل العظيمة يبدأ حلها باختيار، فلا ينبغي أن نتردد وأن نترك الوقت يفوت، فيما يتعلق بمشاكل الشعر علينا أن نبحث في جميع الحلول الممكنة، وفي محفزات نمو الشعر، وجميع العلاجات المساعدة.